التساوي في العراء
شكراً لصالح عزام على الترجمة والإعداد والإخراج، ليوسف حبيش ولؤي خليفة على الموسيقى، لسيميون كولكو على الديكور، لإياس ناطور على الإضاءة، لجيلي بخر على تصميم الحركة، لرامي عزام على إدارة الإنتاج، لأميمة سرحان ونغم بصول ورنين شاعر على التمثيل!
التساوي في العراء
بقلم: د. مسعود حمدان
لكل طائفة أعيادها وللمسرح أعياده أيضاً. عيد المسرح، أن ينتج عملاً جديداً، فكل عام وعشّاق المسرح بخير!
"الخادمات"، مسرحية كتبها في الأربعينيات من القرن الماضي الفرنسي جان جنيه (1910 – 1986) على خلفية حادثة حقيقية. أعدّ المسرحية وأخرجها بتصرّف لمسرح النقاب الزميل صالح عزام. غرس صالح هذا النص في أجواء بلادنا وقد فعل ذلك بحذر ونجاح فكانت النتيجة رسالة قاسية "على قدّ المقام" نقرأها من خلال النظر إلى أنفسنا في المرآة الماثلة أمام عيوننا والتي نصبها المخرج كفخ جمالي ليوقع به وجوه المشاهدين وسط الخشبة!
ليس لب المشكلة في أن تكون خادماً رغماً عن إرادتك فحسب! ولا هو فقط في أن تعي حقيقة كونك خادماً! إنما أن تتورط نفسياً في هذه الحالة إلى درجة تفقد بسببها إنسانيّتك: أن تعلو كراهيتك لسيّدك (أو حبّك له) على حبك لنفسك ولذويك وأن تنسب حالتك المزرية إلى خلل في أعماق شخصيتك أو إلى قدر أعمى تبصر من خلال عينيه كابوساً مظلماً من الكيانات المشوّهة والهويات المفتتة والماضي المشبوه والأصل المبتور!
لكي تحرر نفسك من سيادة الآخرين عليك، لن يسعفك التماثل مع السيد أو التقمّص لشخصيته، فقد تقمع أخاك وأبناء جلدتك كما يقمعك سيدك! لكي تحرر نفسك من سيادة الآخرين عليك، ليس بالضرورة أن تقتل أسيادك أو أن تقتل نفسك أو شقيقك! فأن ترتكب الجريمة الأولى معناه أن تسلك الطريق كخادم قديم لدى سيد جديد! أما بارتكاب الجريمة الثانية، تكون قد أعددت العدّة لخلق خادم جديد لدى من كان سيدك القديم!
بمجرّد أن يتحرر العبد من عقدة الدونية والقدرية المحيطة بعبوديته، تسقط هالة السيادة وفاعليتها! وعلى هذا، فإنّ الانعتاق من ثنائية السيد والعبد لا يكون بالجلد السالب للذات ولا بالتماهي الموجب مع حالة العبودية! كما أنه لا يكون بالانتقام من الآخر أو بالتماثل والانسجام مع فعل الاستعباد الذي يمارسه!
بمجرّد أن تحكّم عقلك على فوضوية عواطفك وانفعالاتك وأن تملك الجرأة على خلع ثوب المملوك، يتعرّى الملك أيضاً! هذا التساوي في العراء هو حلّة الحقيقة التي تعيد للعلاقات الإنسانية رونقها البهيج وجوهرها المحتشم الأصيل!
ولكن هيهات!
شكراً لصالح عزام على الترجمة والإعداد والإخراج، ليوسف حبيش ولؤي خليفة على الموسيقى، لسيميون كولكو على الديكور، لإياس ناطور على الإضاءة، لجيلي بخر على تصميم الحركة، لمجيب منصور على المساعدة في الإخراج، لرامي عزام على إدارة الإنتاج، لأميمة سرحان ونغم بصول ورنين شاعر على التمثيل!
المقالات الأخيرة
"الخادمات" تثير ضجة كبيرة حتى قبل عرضها
المسرحية تثير في هذه الأيام ضجة محلية إجتماعيه بمجرّد الإعلان عن موضوعها، كل ذلك قبل موعد عرضها ع...
قراءة المزيدألوان الفردوس وأولاد الجنة
ألوان الفردوس وأولاد الجنة في مهرجان تشرين المسرح2010 على مسرح النقاب
قراءة المزيدإطلاق اسم الكاتب "سلمان ناطور" على قاعة مسرح "النقاب" في قرية عسفيا
أطلق مسرح "النقاب" في قرية عسفيا اسم الكاتب سلمان ناطور على قاعة المسرح التي افتتحها يوم الجمعة ب...
قراءة المزيد