بيت وقاعة لمسرح النقاب

مسرح النقاب, loading data نشرت من قبل המערכת

بيت وقاعة لمسرح النقاب في الكرمل هو إنجاز مهم لمؤسسيه وهدية متواضعة لمجتمعهم!

بيت وقاعة لمسرح النقاب في الكرمل هو إنجاز مهم لمؤسسيه وهدية متواضعة لمجتمعهم!



فهل تشاركنا الآن وزارة الثقافة والسلطة المحلية في مسيرة الصيانة والتطوير والاعتراف بهذا المشروع الضخم نسبيا؟

* بعد معاناة دامت أكثر من 30 سنة سيدشن قريبا بيت للمسرح في عسفيا * رغم كل مصادرات الأراضي في الكرمل "لم يجدوا" دونما واحدا للمصادرة من اجل بناء بيت للمسرح * يحق لأهل عسفيا ودالية الكرمل أن يكون لديهم مسرح لأنهم يتذوقون هذا الفن * التعاون بين المسارح المحلية المختلفة ضئيل وقضية التنافس على الفتات تحد من هذا التعاون*المسرح يجب أن يحاكي هموم الناس * شخصنه المسرح والمؤسسات هي مرض رائج في مجتمعنا* 

في أواخر هذا الصيف سنشاهد على طريق عسفيا- الدالية قبل مدرسة "أورط رونسون" لافتة كبيرة وعليها بالخط العريض العنوان: "مسرح النقاب" بثلاث لغات. أللافتة لن تكون مجرد دعاية لمشروع وهمي إنما دليل على وجود فعلي لبيت للمسرح ولأول مرة في تاريخ الكرمل! هذا المقر سوف يفي بالشروط الأساسية لمكونات المسرح واحتياجات الجمهور: قاعة تحتوي على(200) كرسي، خشبة وتقنيات لازمة على مساحة (360) مترا مربعا. 
التخطيط لبناء بيت للمسرح بدأ قبل (3) سنوات أما العمل فقد بوشر به قبل ثلاثة أشهر. في البداية خططنا لإقامة بناء خاص بالمسرح ولكن عدم تخصيص قطعة أرض حال دون تحقيق المطلوب. لذلك اضطررنا أن نبني المسرح على سقف بناية قائمة مقابل إيجار شهري واتفاقية لمدة عشر سنوات مع إمكانية للتمديد. المشروع سيكلف أكثر من (250) ألف دولار.. جزء من المبلغ حصلنا عليه من صندوق براخا وبإنجازه سوف تتوفر الشروط الأولى الأساسية لمسرح حقيقي لبلدتي الكرمل عسفيا والدالية بعد معاناة دامت (30) سنة.. "قبل 30 سنة كنا نحاول عرض مسرحيات واسكتشات في قاعة نادي الهستدروت في عسفيا حيث لم تتوفر بها الإمكانيات للعرض المسرحي وبعد ذلك في بناية المركز الجماهيري.. ألمشروع الجديد يعتبر إنجاز نسبي منذ (30) سنة وحتى اليوم.. طبعا في المطلق نريد مسرحا كمسرح "بيتر بروكس" في باريس ولكن نحن نخاطر عندما نتكلم في المطلق.. لا يمكن أن نقارن مع ما يحدث في الحياة المسرحية في أوروبا وما يحدث عندنا، وإذا قمنا بالمقارنة سوف نخسر.." هذا ما قاله د. مسعود حمدان، أحد مؤسسي مسرح النقاب الذي سيحتفل قريبا بإنشاء مبنى مسرحه المستقل.
عن مسرح النقاب وتاريخه وتجربته كان لنا هذا الحديث مع د. مسعود حمدان وهو دراماتورغ المسرح، أكاديمي وباحث في موضوع السينما والمسرح، كاتب في مجال المسرح والشعر والقصة القصيرة وله الكثير من الانتماءات الثقافية الأخرى..

 

**لا مكان لليأس!!

- يقول د. حمدان: منذ تأسيس مسرح النقاب، عام 2001 وأنا مواكب لمسيرته من النواحي الإدارية والتقنية والمشاكل التي تواجهه، وللعلاقة مع والوزارة ومع الجمهور من اجل المساهمة في استمراريته وتطويره. خلال هذه المسيرة الشاقة كان اليأس أحيانا يدب في نفسية الأصدقاء وخاصة عند الزميل الفنان صالح عزام- مدير المسرح- وذلك نتيجة لالتزامه اليومي بالموضوع والأعباء الثقيلة التي يحملها وإحدى المهمات التي أخذها على عاتقه كانت إقصاء هذا الشعور من قاموسنا في موضوع مسرح "النقاب" لأنه لا مكان لليأس، فهو يؤدي إلى العدم والى لا شيء.. في المحصلة النهائية العمل في كل الأحوال يجب أن يكون طريق حياة وهو الحل الوحيد.

 

*دكتوراة حول المسارح الاحتجاجية في العالم العربي وإسرائيل!

كيف اخترت هذا الموضوع ولماذا؟


- اختياري للمقارنة تم نتيجة للاهتمام المباشر لأقرب بيئة أعيش فيها. نحن نعيش ضمن وبين ثقافتين وقد اضطررت أن أرى المشهدين معاً! أما لماذا مسرح ولماذا احتجاجي؟... في جيل مبكّر جذبتني الفنون على اختلاف أنواعها: موسيقى أدب شعر تمثيل رسم، ولكني رأيت في المسرح إطاراً يضم جميع هذه الفنون معا فكان المسرح الحل لمشكلة الاختيار... مسرح احتجاجي هو أيضاً من أهم الوسائل الجمالية لعرض الواقع وضرورة اجتيازه نحو الأفضل، هو تمرد على الواقع ويعطي أفقاً لواقع آخر، رغم أن الأفق الضيق!

*كيف تقيم مسرح "النقاب" اليوم، بعد رحلته القصيرة نوعا ما، وإنجازاته الكبيرة، نوعا ما؟

- مسيرة (6) أعوام لمسرح بدون مقر وبدون بيت، هي مسيرة ناجحة بشكل نسبي، فقد قدم إنتاجات مختلفة وغزيرة أيضا. نأمل في المستقبل، بعد أن يجهز المقر، أن يتطورأكثر! النقاب قدم عروضاً للأطفال والكبار على حد سواء، أنتج نصوصاً محلية وغير محلية.. أصبح عنده تراث قصير ومهم للتجربة والمسيرة إلى الإمام.. الحكم على عمل معين هو دائماً حكم نسبي. فرغم افتقاره لمساعدات ودعم من السلطة المحلية وشح الميزانيات من وزارة الثقافة استطاع أن ينتج أكثر قليلا من قدرته المادية وهذا يعود إلى إحساس من يعمل به بوجود رسالة. طبعاً التنازل عنه في أي لحظة كان أسهل خطوة ممكن أن يتخذها المرء. ولكن كان من المستحيل التنازل بسبب وجود رسالة ودافع قوي بوجوب استمراريته. نحن نريد أن ننمي ونرعى الطاقات الشابة في الوسط. الطاقات البارزة في عسفيا ودالية الكرمل من ناحية التمثيل سيستوعبها النقاب بالكامل من اجل تحقيق ذاتها وذاته. نحاول أيضاً ودائما التعاون مع مسارح أخرى. هنالك محاولات لإنتاج أعمال مشتركة مع الميدان والجوال والمسرح في الجولان ومسرح القصبة والحكواتي. الثقافة ليست حكرا على احد. نحاول أن نطور العمل الفني لتكون المحصلة النهائية هي العمل الإبداعي ذاته.

*قريبا سيفتتح بيت المسرح في عسفيا، ما هي الفائدة التي ستعود على مسرح النقاب وبلدتي عسفيا والدالية؟

- مسرح النقاب سيفتتح مسرحه وهذا اكبر انجاز له في هذه الأيام. المسيرة اتسمت بمتابعة وجهد من قبل أفراد قريبين جدا من المسرح وإدارة جمعية النقاب والذين أصروا على بناء قاعة مسرح. ما يعتبر اليوم "مدينة"، لا يوجد فيها لا مسرح ولا بنية تحتية عصرية وتفتقر إلى أبسط مقومات المدينة. "مدينة الكرمل" اليوم هي فعلاً مجرد لافتة لا غير! كان النقاب يعيش في المنفى والآن سيصبح له وطن. كانت مراجعات المسرح تقام في أمكنة مختلفة، عندي في الدار ديكورات قديمة.. عشنا (6) سنوات في وضع غير طبيعي. إن وجود مقر ثابت مع إمكانيات أساسية هو انجاز وخطوة كبيرة إلى الأمام ويحق لأهل عسفيا والدالية أن يكون عندهم مسرح لأنهم يتذوقون هذا الفن فخلال العروض يظهر للعيان مدى تجاوب هذا الجمهور مع هذا النوع من الفن.

 

*مسرح النقاب واحد من مراكز الإبداع في الشمال!

- ويمضي د. حمدان في الحديث قائلاً: أحلم بأن يكون النقاب مركزاً ثقافياً لديه إمكانيات ثقافية وإبداعية يطور ويستقطب الطاقات المتوفرة ليس فقط في الكرمل وإنما في الجليل والمثلث أيضاً بحيث يصبح واحداً من مراكز الإبداع في الشمال وله علاقات مع خارج البلاد ويتعاقد مع مسارحها، لأن المجال هنا ضيق للغاية. عندنا طاقات فنية وإبداعية لا تجد اطراً تدعمها وتحقق لها ذاتها الثقافية.. نأمل أن يعج بيت المسرح بالنشاط الثقافي الإبداعي وليس بالمسرح فحسب، إنما بالنشاط الموسيقي والندوات الثقافية وعرض للأفلام السينمائية الجيدة وإقامة الدورات في مواضيع إبداعية وفنية مختلفة على أن يكون المسرح محوراً.

*كيف تقيم اليوم المسارح العربية؟

- التقييم في هذه الظروف غير الطبيعية صعب جدا، لأن التقييم عادة هو حكم بالمطلق وعندما يكون الحكم بالمطلق يكون الحكم جائرا.. سآخذ مثلا موضوع الميزانيات فنحن نحصل على ربع ما نستحقه من ميزانيات، أما التعاون بين المسارح المختلفة فهو ضئيل وقضية التنافس على الفتات تحد من هذا التعاون. تنافس على فتات الميزانيات بدلاً من التفكير في المطالبة بالمساواة وإقامة صندوق أهلي والبحث عن متبرعين لتنمية قدرات المسرح المحلي. تنافس على "فتات" الجمهور بدلاً من التفكير في كيفية خلق جمهور مسرحي عريض يتواصل مع هذا الفن. تنافس على فتات الشهرة: "أنا أحسن وأنت أسوأ".. بدلاً من التعاون المثمر بين الطاقات المبدعة. على الأغلب لم نتجاوز بعد مرحلة التقييم الجوهري! يجب أن نفهم وأن نتفهم بعضنا البعض بدلاً من أن ننظر إلى الأمور من مكان شاهق وبعيد ووهمي. فالانفصال عن الواقع والاستعلاء لا يجلبان إلا الحسرة والعقم. لكل مسرح السبيل لفهمه واستيعابه وتحسينه والاستنتاجات يجب أن تكون قائمة على فهم وإدراك وعدم إغفال لجوانب دون أخرى، لا أن تكون قائمة على الحكم الجاف أو الاعتباطي أو الشكلي. يجب أن نفكر ما هي رسالتنا للجمهور. لا يكفي الإنتاج فقط من أجل الإنتاج. المهم ماذا نريد أن نقول للجمهور في هذا الظرف وذاك. من أجل تقريب الجمهور من المسرح يجب أن نحاكي هموم الناس وأن نطرح قضايا شائكة. قضية الترفيه من أجل الترفيه فقط، موجودة في كل مكان، والجمهور العربي يعرف كيف يرفه عن نفسه في الأعراس وفي الموسيقى الرخيصة. لا يمكننا ولا نريد أن نتنافس مع موضوع الترفيه العربي في البلاد وخارجها. يجب أن نفكر كيف نقرب المسرح من الناس مع الأهمية الثقافية والجمالية والاجتماعية والوجودية التي يمكن أن يوفرها لنا هذا الفن... شخصنه المسرح والمؤسسات هي مرض رائج في المجتمع العربي ويجب القضاء على هذه الظاهرة. العاملون في المجال يجب أن ينظروا إلى أنفسهم كشحنات في لوحة فنية ضخمة لا كتجار لهذه اللوحة الصغيرة أو لتلك. يجب تقبل النقد والاستفادة منه وان لا يكون النقد شخصيا في نفس الوقت. بالنسبة لقضية الميزانيات فيجب أن لا نكتفي فقط بمطالبة للمساواة الكاملة من قبل وزارة الثقافة إنما أن نبحث دائما عن إمكانيات تمويل خارج الوزارة.. يجب تجنيد أموال من رؤساء أموال عرب! ليلتفتوا قليلا إلى المشهد الثقافي العربي. ماذا مع الثقافة؟ لم أسمع عن شخص عربي تبرع بمبلغ معين لبرنامج ثقافي، لمسرح، لفنان تشكيلي أو رسامة، لمعهد موسيقي أو غير ذلك، وفي المقابل ارى الكثير من المتبرعين والمتطوعين والجمعيات والمؤسسات الخاصة والصناديق في الوسط اليهودي تدعم النشاط الإبداعي هناك وعندنا أيضاً..علينا أن نعرف ماذا يجب أن نتعلم من اليهود وماذا يجب أن لا نتعلم منهم.

*ماذا يميز مسرح النقاب عن باقي المسارح وهل أضاف شيئا  للمسرح المحلي؟

- كل مسرح حقيقي هو مسرح متميز ومسرح "النقاب" من الصعب تقييمه خلال فترة قصيرة.. طرحه الجريء لقضايا ساخنة، اهتمامه في الأمور الحياتية المباشرة عند الناس والنواحي السياسية والاجتماعية واليومية واهتمامه في قضايا تخص الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه الدروز في البلاد نتيجة سياسة الفصل بينهم وبين باقي الطوائف العربية في البلاد مثل قضية التجنيد الإجباري، الأرض والتخطيط وموضوع الهوية واهتمامه أيضاً بالطفل كمشاهد مسرحي. موضوع المرأة لم يطرح. نحن بحاجة للنساء لطرحه وليس للرجال.

 

*العنصر النسائي مشرّف

- منذ بدايات النشاط المسرحي الفلسطيني عام 1834، لم يكن للنسوة دور. اليوم، النساء الممثلات يقمن بدور لا غنى عنه. بدون نساء لا يوجد مسرح فالمسرح يكتمل بهن. لم يكن هناك نساء ممثلات خلال عشرات السنين، كان الرجال يقومون بأدوار النساء. ولو نظرنا هنا أيضا بمنظور نسبي إلى الوضع القائم لقلنا بأنه لوجود العنصر النسائي اليوم في النقاب وغير النقاب مذاق مشرّف. عندنا نساء بارعات في التمثيل. طبعاً أحب أن أرى نساء قياديات في المسرح المحلي، امرأة تدير مسرح.. كاتبة نصوص مسرحية...

 

*محكومون بالأمل

وعن التدشين، يضيف د. حمدان: إفتتاح المسرح سيكون موقفا يجلب شعورا بنشوة معينة بالتأكيد. هنالك انجاز في مسيرة المسرح ولكن قد يحدث أن يعتريه شعور معاكس فيما لو أدركنا أنه لا يوجد دعم فعلي من البلدية ومن قبل وزير الثقافة الجديد. قضية دعم الثقافة والإبداع من قبل السلطة المحلية تمر الآن في امتحان. كذلك قضية المساواة في ميزانية الثقافة: هل سنتساوى مع الوسط اليهودي؟ نحن "محكومون بالأمل" على حد قول سعد الله ونوس! قضية الأمل لم تعد قضية اختيار. الأمل بدلا من القدر.. أو يجب أن يكون الأمل قدرنا الجديد إن صحّ التعبير. في نهاية الأمر، نحن سكان البلاد الأصليون! يجب أن نحصل على المساواة دون استجداء من أحد! أن نأخذ أرضا تابعة لنا لنبني فيها مسارح لنا ومدارس لنا ودور سينما لنا ومعاهد ثقافية ومشاريع أخرى لنا. إنّ افتتاح بيت وقاعة لمسرح النقاب في الكرمل هو إنجاز مهم لمؤسسيه وهدية متواضعة لمجتمعهم! فهل تشاركنا الآن وزارة الثقافة والسلطة المحلية في مسيرة الصيانة والتطوير والاعتراف بهذا المشروع الضخم نسبيا؟

تقرير: ميسون أسدي*
الخميس 9/8/2007

المقالات الأخيرة

"الخادمات" تثير ضجة كبيرة حتى قبل عرضها

المسرحية تثير في هذه الأيام ضجة محلية إجتماعيه بمجرّد الإعلان عن موضوعها، كل ذلك قبل موعد عرضها ع...

قراءة المزيد
ألوان الفردوس وأولاد الجنة

ألوان الفردوس وأولاد الجنة في مهرجان تشرين المسرح2010 على مسرح النقاب

قراءة المزيد
إطلاق اسم الكاتب "سلمان ناطور" على قاعة مسرح "النقاب" في قرية عسفيا

أطلق مسرح "النقاب" في قرية عسفيا اسم الكاتب سلمان ناطور على قاعة المسرح التي افتتحها يوم الجمعة ب...

قراءة المزيد
التساوي في العراء

شكراً لصالح عزام على الترجمة والإعداد والإخراج، ليوسف حبيش ولؤي خليفة على الموسيقى، لسيميون كولكو...

قراءة المزيد