صالح عزام والماغوط

مسرح النقاب, loading data نشرت من قبل המערכת

عندما اقترح عليّ الدكتور مسعود حمدان، دراماتورغ مسرح النقاب، أن تكون "وجبة هجاء مع محمد الماغوط" أول إنتاج للنقاب في مقره الجديد، لم أجد عملاً ملائماً أكثر من هذا العمل!

عندما اقترح عليّ الدكتور مسعود حمدان، دراماتورغ مسرح النقاب، أن تكون "وجبة هجاء مع محمد الماغوط" أول إنتاج للنقاب في مقره الجديد، لم أجد عملاً ملائماً أكثر من هذا العمل! ليس صدفةً بتاتاً أن يفتتح هذا العمل إنتاجاتنا المستقبلية في مقرّنا الجديد مخلّدين بذلك ذكرى الماغوط بمرور عامين على وفاته. فمنذ أن تأسس مسرح النقاب وروح الماغوط الأصيلة الصادقة تنتصب أمامنا كالمرآة، ننظر إليها، نستشيرها، نستقوي بها فتجدد عزمنا قبل كل عمل جديد، لأنّها روح هجائية خاصة لم تتوقف عن الاحتجاج والسخط أبداً.

وبعد لحظة صمت طويلة قلت للدكتور حمدان، تذكر كيف بدأنا قبل سبع سنوات؟ مثل الماغوط عندما "جاء إلى مائدة الشعر جائعاً، فقلب الطاولة على الجميع ثم صفق الباب وراءه وخرج... لم يلتفت إلا إلى صوت روحه، وصخب أضلاعه ودمار دورته الدموية، وكان كلما وجد ذاته في برواز يقوم بتحطيمه، لأنه ولد في العراء... بكل وحشية دخل غابة الشعر وبفأس حادة، أخذ يحطم الأشجار العالية، ليعيد للقصيدة حسيّتها وللأشياء ملمسها الخشن... هكذا دخل الماغوط صالون الشعر بأصابع ملوثة بالحبر ومعطف ثقيل من الأحزان، من دون بزّة رسمية وربطة عنق... ما جعل الرسميين يتململون في مقاعدهم، وهو يحطم أصابع البيانو ويستبدلها بعويل القصب ورائحة البراري".

نعم! ستبقى روح الماغوط شمعة لمسرح النقاب نهتدي بها وتنير دربنا! ما يعنينا هو ما يعني الماغوط "أن اكتب بصدق في عصر الكذب السابق واللاحق. وأكتب بشجاعة في عصر الذعر السابق واللاحق".

إن العرض المسرحي الذي أعده الدكتور مسعود حمدان فيه ما يبكي وما يحزن وما يضحك حتى الموت. فيه الأسود، والجميل، والممتع، والمؤلم، والساخر، والمرح، وقد نجح في الجمع على المسرح بين الليل والنهار، بين الأمل واليأس، بين مرارة الهزائم وغضب العاجز، وقدم لنا صورة لما يعانيه الإنسان العربي من بلاء سياسييه ومثقفيه وجنده وشرطته وأجهزة إعلامه، مكثفاً ذلك البلاء الكثير الوجوه في بلاء واحد هو فقدان الحرية! 


المقالات الأخيرة

"الخادمات" تثير ضجة كبيرة حتى قبل عرضها

المسرحية تثير في هذه الأيام ضجة محلية إجتماعيه بمجرّد الإعلان عن موضوعها، كل ذلك قبل موعد عرضها ع...

قراءة المزيد
ألوان الفردوس وأولاد الجنة

ألوان الفردوس وأولاد الجنة في مهرجان تشرين المسرح2010 على مسرح النقاب

قراءة المزيد
إطلاق اسم الكاتب "سلمان ناطور" على قاعة مسرح "النقاب" في قرية عسفيا

أطلق مسرح "النقاب" في قرية عسفيا اسم الكاتب سلمان ناطور على قاعة المسرح التي افتتحها يوم الجمعة ب...

قراءة المزيد
التساوي في العراء

شكراً لصالح عزام على الترجمة والإعداد والإخراج، ليوسف حبيش ولؤي خليفة على الموسيقى، لسيميون كولكو...

قراءة المزيد