مسرح النقاب ظاهرة فنية-ثقافية
هذا هو مسرح النقاب يبني ليعمر قصرا فنيا وليقدم على خشبته سحرا من أعماله وانتاجه الذي يعادل العالمية ويكسب ثقة الجمهور الذي يهتف ويقول معا، نرفع النقاب بالكرمل محليا والى البلاد والعالم .
مسرح النقاب ظاهرة فنية-ثقافية
بقلم: صالح عزام
مسرح النقاب ظاهرة فنية-ثقافية لا مثيل لها بالوسط العربي في البلاد, وحالة مسرحية سيدها المحبة والعطاء والتسامح والتواضع والعيش المشترك والعمل الجماعي والاحترام المتبادل.
مسرح النقاب مشروع ثقافي اجتماعي انساني اخلاقي. مسرح النقاب مقر فني ثقافي كان وما زال. يجمع في قاعته كل عرض جمهور راقي ورائع، يجمع كبار السن والشباب والصبية والام والاب والبنت والمتدين والمتدينة والغير متدين، جمهور من جميع العائلات، جمهور محلي من الكرمل ومن خارج الكرمل، يجمع الدرزي والمسيحي والمسلم، يجمع الإنسان.
مسرح النقاب يتميز بعطائه وحرصه على الحفاظ فن وثقافة الكرمل وأصبح بيت دافئ للمبدعين والموهوبين أبناء الكرمل. ويعتبر الثقافة فعل حياة، فيعطي ويمنح فسحة الإبداع والتجريب والحلم لشباب وصبايا في مقتبل العمر.
مسرح النقاب منح الشباب والصبايا الموهوبين عالمًا أرحب يتّسع لتجاربهم ومحاولاتهم وإنجازاتهم، وإبداعهم. مسرح النقاب أيضا عزز الثقة بأنفسهم حيث أصبحوا قادرون ان يقدمون لأنفسهم فرصةً لرسم ابتسامة على ملامح وجه هذا العالم.
مسرح النقاب تبنى وطور مجموعة من الشّباب والصبايا من الكرمل حيث شاركوا بإبداع مشاريع فنية مسرحية ، لم يكن المشروع لعرض مسرحية فقط بل أنجزوا مهرجانًا من الفعاليات وعروض مسرحية وموسيقية وفنية.
والمسرحيات الكوميدية الساخرة والمحلية التي أنتجها وقدمها النقاب حازت على اعجاب الجمهور. فهي مسرحيات تحكي واقعنا المعاش والحياة اليومية والالتزام للواجبات بين الناس، إضافة إلى شكوى المواطن من أمور تعود لسلطة محلية. المسرحيات صنعت أجواء رائعة كانت وما زالت حديث الناس لفكاهتها، ونجاحها جعل العديد من الجمهور الحضور للمشاهدة عدة مرات، ولقبت بالمسلسل المسرحي وكانت القاعة تغص بالجمهور كل نهاية اسبوع.
هذا هو مسرح النقاب يبني ليعمر قصرا فنيا وليقدم على خشبته سحرا من أعماله وانتاجه الذي يعادل العالمية ويكسب ثقة الجمهور الذي يهتف ويقول معا، نرفع النقاب بالكرمل محليا والى البلاد والعالم .
وهذه المسرحيات الكوميدية الساخرة تعتبر لوحات من الكوميديا الساخرة والكوميديا السوداء، تكشف لنا عيوبنا وضعفنا وصالح خصالنا وقوتنا، تضحكنا علينا وتبكينا علينا. فهي بمثابة الرقيب والضمير، يخزنا عند الخطأ ويرفق بنا عند الصحيح. وتكشف ايضا أفكارنا و تناقضاتنا وترسباتنا حول أنفسنا، حول الفجوة بين الأجيال، عن العلاقة بين الرجل والمرأة ، عن الأنا المتضخمة للرجل، عن الأنا المتضخمة واستخفاف السياسي بأمانته، عن السياسة وعلاقة السلطة بالمواطن. وتحمل القديم والجديد، التقليد والتجديد، الجد والهزل، النقد البناء وسقط الكلام.
من خلال هذه المسرحيات نجد الصدق والكذب والمبالغة والفكاهة والسخرية المرة وتصفيط الكلام. وهي بمثابة قالب يحمل تناقضات مجتمعنا بشكل ساتيري وتهكمي لم نعهده من قبل في أعمال فنية سابقة لأي مسرح آخر في الوسط العرب.
وممكن ان نقول ان مسرح النقاب تخصص وبرع في كوميديا الموقف والتي تعتبر درجة عالية في الكوميديا. فإن هذا الفن يضحكنا ويقلقنا، يقربنا ويبعدنا، يسلط الضوء على عيوبنا وخللنا ويركز على حساب مفتوح في مواضيع أزلية.
المقالات الأخيرة
"الخادمات" تثير ضجة كبيرة حتى قبل عرضها
المسرحية تثير في هذه الأيام ضجة محلية إجتماعيه بمجرّد الإعلان عن موضوعها، كل ذلك قبل موعد عرضها ع...
قراءة المزيدألوان الفردوس وأولاد الجنة
ألوان الفردوس وأولاد الجنة في مهرجان تشرين المسرح2010 على مسرح النقاب
قراءة المزيدإطلاق اسم الكاتب "سلمان ناطور" على قاعة مسرح "النقاب" في قرية عسفيا
أطلق مسرح "النقاب" في قرية عسفيا اسم الكاتب سلمان ناطور على قاعة المسرح التي افتتحها يوم الجمعة ب...
قراءة المزيدالتساوي في العراء
شكراً لصالح عزام على الترجمة والإعداد والإخراج، ليوسف حبيش ولؤي خليفة على الموسيقى، لسيميون كولكو...
قراءة المزيد