كلمة الفنان صالح عزام في امسية افتتاح قاعة سلمان ناطور في مسرح النقاب عسفيا!

مسرح النقاب, loading data نشرت من قبل המערכת

وهو من كتب مرةً: "لا أريد أن أعيش في عالم لا مكان فيه للحالمين." واليوم أقف على خشبة هذا المكان الجديد، واشعر ان هذه القاعة ليست فقط حجرًا وحيطانًا ومقاعدَ، بل هي ذاكرة، ورمز، وروح. واليوم نُطلق عليها اسمًا يحمل كل هذا وأكثر: "قاعة سلمان ناطور".

كلمة الفنان صالح عزام في امسية افتتاح قاعة سلمان ناطور في مسرح النقاب عسفيا!

 

مساء الخير للجميع، الجميع مع حفظ الالقاب

في سنة ال 2000 بدينا انا ودكتور كيتي كوهن نفكر بتأسيس مسرح النقاب. في 2002 اشتغلنا على مسرحية الامر وبالصدفة اياس هو الي عمل الموسيقى للمسرحية. وبنص المراجعات قلت لاياس عشان ما ننضغط في الوقت بدي اجي لعندك في ساعات الصبح وقررنا يوم. كان اياس فاتح استديو تحت دار اهلوا وانا مثل الولد الشاطر وصلت في الوقت بس باب الاستديو مقفل واياس اختفى. واياس يلي بيعرفوا بحبش يشتغل الا وهو مضغوط. وانا وطالع التقيت بابو اياس وسالني شو السيره فخفت يتعصبن كمان هو على اياس وقلتلوا اتفقت انا واياس نلتقي يوم السبت وانا خربطت واجيت يوم الجمعه واياس مش هون. الظاهر انه لاحظ علي اني معصب على اياس وعشان يصلح الوضع عزمني على فنجان قهوه وكانت اول مره بشرب معه قهوة. وانا لحد هاي اللحظه ما كنت اعرفه الا بس من خلال خمارة البلد وانت القاتل يا شيخ وما نسينا وشيكي بيكي ولما حكيت لو عن حلمي وعن المسرح قلي اهل عسفيا والدالية بيستحقوا مسرح والمسرح في الكرمل ضروره وهذا المسرح لازم يقوم.

وهو من كتب مرةً:

"لا أريد أن أعيش في عالم لا مكان فيه للحالمين."

واليوم أقف على خشبة هذا المكان الجديد، واشعر ان هذه القاعة ليست فقط حجرًا وحيطانًا ومقاعدَ، بل هي ذاكرة، ورمز، وروح. واليوم نُطلق عليها اسمًا يحمل كل هذا وأكثر: "قاعة سلمان ناطور".

سلمان... لم يكن مجرد أديب، كان انسانا وضميرًا حيًا، آمن بالخير، بالحوار، بالحلم. وقف إلى جانب المظلوم، دافع عن المهمّش، كتب عن البسطاء والفقراء، ونقل صوت من لا صوت له. كان أدبه مرآةً لأرواحنا، وموقفه الأخلاقي نورًا في لحظات العتمة.

"أنا أكتب لأننا لم نعد نملك ترف الصمت. لأن الحكايات إذا لم تُروَ، فإنها تموت، وتموت معها أرواحنا."

كان صاحب أخلاق نادرة، لا يخاصم إلا الظلم، ولا يحقد إلا على القهر، ولا يكره إلا الكراهية نفسها. كان يحب الخير، يُعطي بلا مقابل، يُشجّع بلا شروط. إنسانيته لم تكن مزيفة ولا مؤقتة. بل كانت راسخة كجذور شجرة زيتون في أرض الكرمل.

لم يكن أبا اياس مجرد داعم لمسرح النقاب، بل كان جزءًا منه، بروحه، وبنصوصه، وبتاريخه. كان يُشعل فينا التفاؤل في زمنٍ كثُر فيه الإحباط. وكان يردّد دائمًا: "الخيال هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الاحتلال أن يعتقله."

أما بالنسبة لي، عرفته في بداياتي. حين سُدّت الأبواب بوجهي، في الوقت الذي شكك كثيرون في قدرتي على إقامة مسرح في عسفيا، حين كنت أبحث عن بصيص أمل، عن يدٍ لا تدفعني إلى الوراء، وجدت أبا اياس يقول لي : "لا تخف. أنت لا تبني خشبة مسرح فقط، بل تبني منصة لحكايات شعب بأكمله. امشِ، أنا معك."

كان يؤمن بي... ليس لأنني كنت ناجحًا آنذاك، بل لأنه رأى فيّ البذرة، وآمن أن الأرض العطشى تحتاج من يزرع فيها الفن والحقيقة.

آمن بي حين تخلّى عني الآخرون. كان يرى فيّ ما لم أره أنا في نفسي.

كان يسألني دائمًا: "ماذا تقول المسرحية؟ لمن؟ ولماذا؟" ويذكرني أن الفن ليس ترفًا... بل مسؤولية.

هو الوحيد. الوحيد الذي لم يسألني عن الميزانية، ولا عن الخطط، ولا عن التسويق، بل سألني: "هل تحب ما تفعل؟"

وحين أجبته بنعم، ابتسم وقال: "إذًا، لا تتراجع."

واليوم، ونحن نفتتح قاعة باسمه، لا نكرّمه فقط، بل نُعيد إليه شيئًا من المحبة التي منحها لنا، نحفظ له مكانه بيننا، نعيد له حقّه في أن يكون بيننا، في كل عرض، في كل حكاية، في كل همسة ممثل وكل دمعة متفرج.

ونُعلن أننا ماضون في طريق الفن الذي آمن به، الفن الإنساني، الصادق، القادر على التغيير.

هذه القاعة لن تكون مكانًا للعروض فقط، بل فضاءًا للصدق، للجرأة، للتنوّع، وللأسئلة الكبيرة. سنحرص أن تبقى رؤيته حيّة فيها: أن المسرح يجب أن يُقلق، أن يُزعج، أن يُنير، أن يُشبه الناس، ويشبه قضاياهم.

هذه القاعة ستكون صوتًا لكل من لا صوت له، تمامًا كما أراد سلمان.

كتب:

"نحن لا نموت حين نموت، بل حين تُنسى حكاياتنا."

لهذا نحن هنا اليوم – لنتذكّر، لنحكي، ولنُكمل المسيرة.

شكرًا لك يا سلمان،

لأنك آمنت حين خذل الآخرون،

لأنك شجّعت حين ساد الصمت،

ولأنك كنت ضميرًا حيًّا في زمن مضطرب.

شكرًا لسلمان، الذي علّمنا أن الكلمة فعل، والحكاية مقاومة، والمسرح بيت.

تحيا الكلمة، ويحيا المسرح، ويحيا الخير فينا ما دمنا نروي ونحلم.

قبل النهاية أتوجه بجزيل الشكر الي عائلة طيب الذكر سلمان ناطور التي لم تمنحنا فقط أديبًا استثنائيًا، بل إنسانًا نادرًا، جعل من قلمه جسراً بين الحلم والواقع، وبين الهوية والكرامة. شكراً لكم على دعمكم، وعلى محبتكم، وعلى ثقتكم بنا بأن نحمل اسم سلمان في هذه القاعة، ونكمل رسالته.

كما أتقدم بالشكر إلى السيد منيب سابا رئيس المجلس المحلي في عسفيا، على دعمه لهذه المبادرة، وعلى إيمانه بأهمية أن يكون في قلب البلدة بيتٌ للفن والفكر والإبداع. حضورك معنا اليوم هو امتداد لموقف مشرّف ومشجّع.

بكم، ومعكم، نؤمن أن المسرح لا يعيش وحده، بل يحتاج إلى مجتمعٍ يحتضنه، وسلطاتٍ تدرك أن الثقافة هي هوية، وهي مقاومة، وهي مستقبل.

اسمحوا لي ان اشكر رفقاء الدرب دكتور كيتي كوهن علاء سابا رامي عزام واياس ناطور وسعيد سلامه وسليمان سلامه

اشكر أيضا ساهر كيوف، ادهم رماح امير صقر غسان منصور هشام قنطار يوسف كيوف فايز وعنان عيسمي مياسه كسراوي ايف وايلانه

وفي النهاية واولا اشكر عنات انيل وميرال سلام وفارس ومراد. شكرا لكم فأنتم الأصل. أنتم كل شيئ

شكرًا لكم جميعا شكرا لكل من آمن معنا بهذا الحلم.

نحن بانتظاركم في بقية العروض والفعاليات… هذه مجرد البداية

 

المقالات الأخيرة

"الخادمات" تثير ضجة كبيرة حتى قبل عرضها

المسرحية تثير في هذه الأيام ضجة محلية إجتماعيه بمجرّد الإعلان عن موضوعها، كل ذلك قبل موعد عرضها ع...

قراءة المزيد
ألوان الفردوس وأولاد الجنة

ألوان الفردوس وأولاد الجنة في مهرجان تشرين المسرح2010 على مسرح النقاب

قراءة المزيد
إطلاق اسم الكاتب "سلمان ناطور" على قاعة مسرح "النقاب" في قرية عسفيا

أطلق مسرح "النقاب" في قرية عسفيا اسم الكاتب سلمان ناطور على قاعة المسرح التي افتتحها يوم الجمعة ب...

قراءة المزيد
التساوي في العراء

شكراً لصالح عزام على الترجمة والإعداد والإخراج، ليوسف حبيش ولؤي خليفة على الموسيقى، لسيميون كولكو...

قراءة المزيد