مسرحية مضاييع

مسرحية "مضاييع"

مسرح داخل مسرح! حياه داخل مسرح! مسرح داخل حياه! والسؤال الذي يطرح - نضيع أو لا نضيع؟ مسرحية "مضاييع" تجربة مسرحية مميزه تتحدى الواقع الثابت والنهائي, وتحاول اكتشاف الحدود بين الواقع الحياتي والإبداع الفني, أي عالم اشد حقيقة؟ عالم الواقع أم عالم الخيال؟

في البداية ومن وراء كواليس المسرح, تسلط "مضاييع" الضوء على أعضاء فرقة المسرح وصراعاتهم الحياتية والفنية وعلى دورهم ووظيفتهم في عالم المسرح, ورؤيتهم عن الأزمة التي يمر بها المسرح المحلي في البلاد وخاصة مسرح الأطفال والشباب.

وعندما تبدأ اللعبة أو المسرحية تبدو حكاية العرض بسيطة للوهلة الأولى, من خلال رحلة نهاية فترة التعليم لطلاب مدرسة ثانوية, تحاول شخصيات المسرحية التنفيس عن كبتهم وسحق إرادتهم بهدف البحث عن مساحة حرية ولو عن طريق لعبة, واللعبة تكشف زاوية من زوايا العنف المستشري في مدارسنا وبين شبابنا. المسرحية تطرق آفة العنف بشفافية جريئة عن طريق اعترافات مسرحية واقعية ساخرة, وفكاهيه موجعة نتاجها التساؤلات العديدة لمشروع حساب النفس.

"مضاييع" تجسد على خشبة المسرح حالات إنسانية, مدى القهر والألم الذي يعانيه الأبناء, جراء الأوضاع القاسية الذي يفرضها آبائهم, فيتحولون بشكل تدريجي لضحية أو إلى ما يشبه المسوخ أو الآلات, دون إحساس أو إرادة, وليس صدفة أن نهاية العرض تبقى مفتوحة, أنها إشارة واضحة إلى كونها لعبة مستمرة لن تتوقف طالما بقى وضع الآباء ووضع المجتمع قاسي وصعب.

نحن طاقم مسرح النقاب نضع أصبع الاتهام على أنفسنا أولا علنا نستقي العبر ونتشبث بالضوء الأبيض بخندق السواد المظلم الكاحل لنبعث الأمل من جديد.